قم بتصفح الأرشيف العلمي للنخيل والتمور وتوثيق الأحداث والأخبار والإنجازات التي يقوم بها المختصون والهواة والعاملون في هذا المجال من خلال تطبيق الشبكة العراقية لنخلة التمر المتوفر على نظامي iOS و Android.

سلطنة عمان

د. علي خربوطلي / مركز البحوث الزراعية / وزارة الزراعة والثروة السمكية / سلطنة عمان
يعتبر النخيل أهم محصول في سلطنة عمان حيث يحتوي على (8) ملايين نخلة تغطي حوالي 48,7% من إجمالي المساحة الزراعية بالسلطنة طبقاً لإحصائيات 2005. وتمتلك السلطنة عدداً كبيراً من أصناف النخيل تصل إلى أكثر من 250 صنفاً موزعة على مناطق مختلفة طبقاً لاحتياجاتها البيئية. ويمكن وضع تلك الأصناف تحت مجموعتين رئيسيتين من ناحية الاستخدام هما تمور المائدة والتي تمثل حوالي 64% من العدد الكلي للنخيل وتمثل النسبة الباقية تمور التصنيع وهي الأصناف غير المرغوبة للاستهلاك وتستخدم في الصناعات التحويلية أو كعلف للحيوانات.

وتعطي السلطنة عناية خاصة للمحافظة على الأصناف العمانية وهذا ليس فقط لأهميتها الاقتصادية فقط بل أيضاً لاحتوائها على تركيبات وراثية مهمة ملائمة للأجواء العمانية. ولهذا السبب فقد أنشأت السلطنة البنك الوراثي للنخيل والذي يضم معظم أصناف السلطنة حيث يحتوي على 167 صنفاً مؤنثاً و21 صنفاً مذكراً. ويعتبر هذا المخزون الوراثي على درجة كبيرة من الأهمية سواء من الناحية التجارية ومواعيد ظهور الثمار في الأسواق أو من الناحية الجينية والاختلافات الوراثية.وقد أصبح جلياً التأثير المباشر لضغط السوق على التنوع الوراثي ليس فقط في عمان بل أيضاً في جميع الأقطار المنتجة للتمر. فلضغط السوق أثر سلبي بالغ داخل المزرعة الواحدة وكذلك داخل المناطق الزراعية المختلفة، فقد دفع تفضيل السوق لعدد قليل من الأصناف في الوقت الحالي المزارعين إلى زراعة أصناف معينة ذات عائد اقتصادي مجزٍ على حساب أصناف أخرى غنية بالتراكيب الوراثية الملائمة للبيئة ونتج عن ذلك قلة التنوع الوراثي سواء في المنطقة الواحدة أو في المناطق المختلفة. وهنا بدأ يلوح في الأفق شبح الانجراف الوراثي متمثلاً في مساحات شاسعة من أصناف محدودة في حين غياب أو اختفاء بعض الأصناف حتى من مناطقها الأصلية نظراً لضعف قدرتها التسويقية.

ويكمن خطر الانجراف الوراثي على المدى الطويل في أنه في حالة حدوث أي تغييرات لا تلائم تلك الأصناف المنزرعة بكميات كبيرة سواء تغيرات مناخية أو التغير في أعداد وأنواع الحشرات والأمراض قد تؤثر على مساحات كبيرة تحتوي على صنف بعينه. وحينئذ قد يصبح من الصعب الحصول على التركيبات الوراثية المقاومة لهذه الظاهرة أو لتلك والتي ربما كانت موجودة في الأصناف المندثرة. كما إن وجود أصناف قليلة في مساحات شاسعة تؤدي إلى ضغط بيولوجي على الكائنات الأخرى الموجودة في البيئة مما قد يؤدي إلى تحور بعضها جينياً لتصبح مؤثرة بصورة سلبية على تلك الأصناف أو البيئة المحيطة.

وللتغلب على هذه المشكلة وغيرها من المشاكل التي قد تؤثر على المحتوى الوراثي للنخيل فقد تم وضع مشروع البصمة الوراثية والخريطة الجينية للنخيل لمعالجة عدة نقاط تتعامل مباشرة مع المادة الوراثية للنخيل، ومن ثم العمل على المحافظة عليها وتحسينها بما يتناسب مع احتياجات السوق المحلية أو الخارجية، وكذلك الاتجاه العالمي للملكية الفكرية للمصادر الوراثية. ويعتمد هذا المشروع على دراسة المحتوى الوراثي (Genome) للنخيل من ناحية التركيب وتأثير ذلك على الصفات الثمرية والخضرية والعمل على تحسينه سواء على المدى القريب أو البعيد. ويتكون هذا المشروع من عدة محاور هي:

  1. العمل على إنتاج سلالات من الأصناف الجيدة.
  2. دراسة إمكانية تحسين الأصناف الرديئة.
  3. عمل الخريطة الجينية للنخيل.
  4. تهجين وانتخاب فحول لأغراض تربية وتحسين النخيل.

يهدف هذا المحور إلى إنتاج سلالات من أحد الأصناف العمانية الجيدة المعروف باسم الخلاص وذلك للأسباب التالية:

  1. وضع الصفات الجيدة لصنف الخلاص على خلفية وراثية مختلفة مما يساعد في زيادة الاختلافات الوراثية وبالتالي الأمان البيولوجي ضد الانجراف الوراثي.
  2. إنتاج سلالات جديدة ذات خصائص جيدة لتمور المائدة مناسبة للأسواق المحلية والعالمية.
  3. دراسة إمكانية توريث الصفات الجيدة من صنف الخلاص للذرية.
  4. استخدام العشيرة المنتجة من صنف الخلاص لإيجاد الخريطة الجينية للنخيل.

ولتحقيق هذا الهدف تم استخدام طريقة التلقيح الرجعي وذلك بتلقيح صنف الخلاص بفحل KL96-13 الناتج من برنامج التربية الذي بدأ في عام 1986. وحيث أن أم هذا الفحل هي صنف الخلاص فقد تم الحصول على عشيرة التلقيح الرجعي الأول. BCI تلي ذلك زراعة البذور الناتجة من هذا التلقيح. وقد وصل الكثير من نخيل الـ BCI إلى مرحلة الأزهار وجارٍ تقييم كل من الإناث والذكور الناتجة وحصر أكبر عدد من الصفات وذلك بغرض الحصول على سلالات جديدة ذات جودة عالية. كذلك تم عمل التقييم الحسي للثمار من ناحية الشكل بمعرفة 65 فرداً للحصول على الرأي الشخصي لشكل الثمار من السلالات المختلفة، بالإضافة إلى ذلك فقد أجري التلقيح الرجعي الثاني للحصول على الـ BCI.
أوضحت النتائج المتحصل عليها من الإناث (عدد 16 نخلة أو سلالة) تفوق عدد 6 منها على صنف الخلاص نفسه وذلك من ناحية اللون والشكل وتفضيل الذوق العام لها.

وسوف يستمر تقييم باقي الخواص الثمرية للإناث ومن ثم جمع كل البيانات في قاعدة بيانات لاستخدامها في التحليلات الخاصة بالخريطة الجينية. وبالتالي سيتم التعرف بالطريقة الجزيئية على النخيل الذي يحتوي على الصفات الجيدة من عشيرة الـ BC2 ومن ثم المحافظة عليها حتى مرحلة الإثمار للتقييم الفعلي.

المحور الثاني: دراسة إمكانية تحسين الصفات الرديئة
يهدف هذا المحور إلى تحسين الأصناف الرديئة والتي لها القدرة على تحمل ظروف بيئية معينة مثل صنف أم السلا المقاومة لظروف منطقة الباطنة من الملوحة والرطوبة العالية وذلك عن طريق التهجين للحصول على أصناف جديدة جيدة تحمل كل خواص المقاومة والثمار الجيدة.

لهذا الغرض تم استخدام طريقة التهجين وذلك بتهجين صنف أم السلا بالفحل KL96-13 والناتج من بذور صنف الخلاص، تم زراعة البذور الناتجة من التهجين وقد وصل بعضها إلى مرحلة الإزهار، وجارٍ تقييم كل من الإناث والذكور في جميع الصفات الخضرية والثمرية المهمة. وباستخدام التقييم الحسي للثمار اتضح تفوق سلالة واحدة على الأم من عدد 6 إناث تم تقييم ثمارهن من حيث الحجم والشكل.
المحور الثالث:عمل الخريطة الوراثية للنخيل

المحور الثالث:عمل الخريطة الوراثية للنخيل
يهدف هذا المحور إلى عمل خريطة جينية لنخيل التمر يمكن الاستفادة منها في الآتي:
  1. تحديد علامات جزئية على كروموسومات (الصبغيات) النخيل.
  2. إيجاد علاقة بين العلامات الجزيئية والخواص الثمرية والخضرية
  3. التعرف على علامات جزيئية يمكن استخدامها بصورة فعالة في ايجاد البصمة الوراثية للأصناف
  4. استخدام البيانات السابقة في تقليل عدد التفاعلات الواجب عملها لتحديد البصمة الوراثية للصنف.
  5. تقصير برامج التربية بمساعدة العلامات الجزيئية.
  6. التعرف على النخيل المذكر والتخلص منه في مرحلة البادرة في برامج التربية مما يقلل التكاليف.

لإيجاد الخريطة الوراثية لا بد من وجود عشيرة نباتية معروفة الأب والأم وبالتالي دراسة تلك العشيرة مع الآباء من الناحية الجزيئية وإيجاد العلاقة بين العلامات الجزيئية الموجودة في الآباء والأبناء. ولهذه الدراسة يتم استخدام العشائر المستخدمة في محاور المشروع الأخرى وهي عشيرة من أصل الخلاص وأخرى من أصل أم السلا.بعد استخلاص الحامض النووي من العشيرة وكذلك من الأم (الخلاص) والأب (KL96-13) يتم تحليلها بطريقة (AFLP) Amplified Fragment Length Polymprphism وتعتمد هذه الطريقة على قطع الحامض النووي في أماكن بأنزيمات خاصة مثل أنزيمي EcoR/Mse 1 ثم إضافة قطع من حامض نووي معروف تركيبته، يلي ذلك إجراء تفاعلين من تفاعلات السلسلة المتبلمرة PCR باستخدام بادئات تفاعل متطابقة مع أجزاء الحامض النووي المضافة ولها القدرة على انتخاب أجزاء من المحتوى الوراثي للصنف بطريقة نظامية باستخدام قاعدة واحدة (في التفاعل الأول) وثلاث قواعد (في التفاعل الثاني) ومن ثم يتم تكبير عدد كبير من المحتوى الوراثي يمكن معرفته بجهاز تحليل الحامض النووي.

وجارٍ العمل حالياً لإجراء الاختبارات لتحليل عدد 55 نخلة من عشيرة الخلاص بالإضافة إلى الأم والأب، وقد تم بالفعل الحصول على النتائج من ستة بادئات تفاعل في ثلاث تفاعلات وقد اتضح من النتائج قدرة هذه الطريقة في التحليل الجيني حيث تراوح عدد القطع المكبرة من 35-58 للتفاعل الواحد وكذلك وجدت فروقات كما هو متوقع بين الأب والأم، وجاري حصر جميع التشابهات والاختلافات بين هذا النخيل ومن ثم البدء في عمل حسابات العلاقات الجينية بينها.

وبعد جمع كل البيانات لتحديد الاختلاف الجيني يتم ايجاد العلاقة بين المحتوى الجيني لصنف الخلاص بعضه لبعض وكذلك للفحل KL96-13 يلي ذلك الجمع بين الخريطتين الوراثيتين لإيجاد الخريطة الجينية الموحدة. وسوف يتم الاستعانة بالعشيرة الثانية الناتجة من أم السلا وذلك لزيادة عدد الأفراد المستخدمة وبالتالي زيادة الدقة في الحصول على علامات جزيئية من ناحية الأب وكذلك العلامات الجزيئية الخاصة بالذكورة والأنوثة. ولزيادة الدقة في الخريطة الوراثية للأم سيتم زراعة بذور الجيل الثاني من التلقيح الرجعي من صنف الخلاص وعند وصوله للحجم المناسب سيتم تحليل الحامض النووي له وذلك لاستخدامه لزيادة عدد الأفراد المستخدمة لإيجاد علامات جزئية من ناحية الأم (صنف الخلاص).

المحور الرابع: تهجين وانتخاب فحول لأغراض تربية وتحسين النخيل

انتخاب الفحول له أهمية خاصة وذلك من حيث وقت الأزهار وتأثير حبوب اللقاح على خواص الثمار. ولذا يقوم المشروع بالتهجين وانتخاب الفحول للأغراض الآتية:

  1. انتخاب فحول لها قدرة عالية على التلقيح.
  2. التعرف على فحول تحمل صفات أنثوية مميزة يمكن استخدامها في عمليات التهجين لتحسين النخيل في برامج التربية.
  3. التعرف على علامات جزيئية خاصة بالفحول حتى يمكن التعرف عليها جزيئياً قبل الأزهار.

مجلة المرشد / عدد خاص بمناسبة المؤتمر الدولي الثالث للنخيل / العدد 32 فبراير 2006


المحور الأول: إنتاج سلالات من الأصناف الجيدة
تقنيات الرش الجوي

نشرة عن طريقة تصنيع التمور العمانية للمراة الريفية
اقرأ المزيد